بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ أحداث القصة عندما عاد أحد الأطفال في الصف الثالث الابتدائي إلى المنزل و هو يبكي بعد أن راوده مدرسه عن نفسه ولم تنتظر
الأم طويلا فتوجهت في صباح اليوم التالي إلى مدرسة الابن، فحاول حارس المدرسة منعها من الدخول إلى المدرسة، ولكن قلب الأم المكلوم ليس يقف في وجهه شيء، ولم يستطع الحارس أن يمنعها من الدخول فتوجهت الأم إلى ساحة المدرسة وهي تصيح بل تزأر: وين المدير؟
تجمع المدرسون على صوت المرأة الصارخ و الذي يحمل في نبرته وحشية الأم التي تريد الانتقام لابنها ، لقد تحولت الأم بالفعل إلى أسد هصور ، بل قل لبوة مفترسة
تقدم وكيل المدرسة من الأم وقال: أنا الوكيل .. كيف ممكن أساعدك
فتابعت الأم : أنا أريد المدير
فقال الوكيل: أنا الوكيل … أنا أقدر أحل لك كل أمورك
فقالت: أنا أريد المدير .. والله إذا ما جبتو لي المدير الآن فسأفسخ عباءتي وأجمع عليكم الناس
و في وسط الأجواء المشحونة هذه و حالة "ألتوحش" التي تمر بها الأم لم يجد الوكيل بدا من ارسال طلب عاجل للمدير الذي حضر خلال ثواني
و تخيلوا معي رهبة الموقف … أم في منتصف الأربعينات في حالة هيجان تصرخ بأعلى صوتها في فناء المدرسة وحولها مدير المدرسة والوكيل بعض الأستاذة… وبقية أعضاء التدريس يسترقون النظر من نوافذ فصولهم ..و الكل مترقب ماذا تريد هذه المرأة
بادرت الأم المدير قائلة: وين الكلب فلان الفلاني (ذكرت اسم المدرس الذي تحرش بابنها)
فقال المدير : تقصدين الأستاذ فلان الفلاني ؟!!
فقالت بلهجتها الثائرة: أنا أقول لك الكلب الفلان… لا تقول عن الكلب هذا أستاذ
فقال المدرس : خير إن شاء الله … ما الذي حصل
فقالت الأم المتأججة : نزللي الكلب فلان الفلاني هنا
فقال المدير: ما هو الموضوع ؟
فقالت الأم: والله لو ما نزل الآن لأسويلكم فضيحة في المدرسة
فاستدعى المدير المدرس المتهم إلى الفناء وكل العيون تترقب والأعناق قد اشرأبت لمعرفة ما الذي تريده الأم من الكلب فلان الفلاني
قالت الأم للمدرس (أقصد للكلب): يا ابن الكلب أنت الدولة معينتك هنا علشان تدرس أولاد الناس والا علشان تتحرش فيهم … والله لأسيح دمك هنا
كانت كلمات الأم صفعات مباشرة على وجه المدرس الذي افتضح أمره أمام زملائه كلهم بل وحتى أمام الطلاب ..فقال المعلم: أنا آسف يا أمي
فقال الأم: أن ما ني أمك .. أمك وحدة كلبة زيك .. والله لأجرجرك في الشوارع على وجهك وأمسح فيك التراب
حاول المدرسون تهدئة الأم و إقناعها بخفض صوتها لعدم التأثير على الطلاب وتخويفهم ، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، وبعد أن أنهت الأم سيل الشتائم الذي لديها خرجت متوعدة ومهددة
وبعد خروجها اجتمع المدير بالمدرس (الحيوان) الذي اعترف بجرمه…وبعد تم تحويل المدرس على وظيفة إدارية و تمت لملمة الموضوع
ولي وقفات مع هذه القصة:
1- شجاعة الابن الذي أخبر أمه ولم يخفي عنها شيء
2- شجاعة الأم التي جعلت من هذا (الحيوان) عبرة لكل من لا يعتبر
3- عدم فاعلية العقوبات عندنا ، فعقوبة التحرش بالأطفال في أمريكا هي السجن من 5 إلى 10 سنوات ودفع غرامة مالية مقدارها 15000 دولار سوى الفصل والإبعاد و كتابة تعهد بعدم الاقتراب من أي طفل وإلا فسيتم اعتبارها محاولة تحرش جنسي أخرى …(أتمنى لو أننا نأخذ منهم الإيجابيات كما نأخذ السلبيات)
4- من المسئول عن حماية أطفالنا في المدارس… لا قانون و لا نظام ولا رقيب … من سيطهر مدارسنا من هذه القاذورات