زرت الجناح الخاص لأصحاب القضايا الكبيرة في أحد السجون ... فألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبتهم على أسئلتهم , ومررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريباً خمس وعشرون سنة .. كان هادئاً في زنزانته , مررت عليه وسلمت عليه وكان لطيفاً ثم تجاوزته ..
فسألت المشرف على السجن ما هي قضيته ؟ هل عليه سرقات أو مشاجرة أدت لقتل شخص مثلاً ؟ قال هذا المشرف : هذا الشاب عليه جريمة قتل لزوجته ، وهل تصدق أنه لم يمضي على زواجهما إلا ثلاثة أشهر
يقول الداعية : فتساءلت .. هل وجدها على فعل محرم أو وجدها مع رجل آخر ، مع أنه لا يجوز أن يعاملها بالقتل في مثل هذه الحالة , لكن هناك أشخاص قد يثورون ويتهورون فيضربها بشيء تموت بسببه , قال المشرف لا بل ذبَحَها بالسكين ؟
سأل الداعية : وكيف حدث هذا ؟ فأجاب المشرف : هذا الشاب تزوج وسكن مع زوجته في أحسن حال , ولكن حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة فأقبل إليه أحدهم فقال :
هل اشتريت سيارة خضراء ، وذكر له أحد أنواع السيارات فأجاب الشاب : قال لم أشتري أي سيارة خضراء , وسيارتي هي السوداء التي تعرفونها , فقال له : لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل , خرجت لحاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب وخرجت امرأة وركبت السيارة وبعد ساعتين عادت إلى البيت , فبدأ الرجل يشك في زوجته ويسألها ..
وبعد يومين أو ثلاثة أقبل لهذا الشاب رجل آخر كان قد اتفق مع الأول .. فقال له مثلما قال الأول .. وجاء رجل ثالث وأكثروا عليه الكلام حتى تخاصم مع زوجته وحدث خلاف بينهما أدى إلى ذهاب الزوجة إلى بيت أهلها
وعاد إليه هؤلاء الرجال وقالوا أن السيارات التي كانت تقف عند بيتك تقف الآن عند بيت أهل زوجتك .. فما زالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلّب عليه الشيطان في ليلة من الليالي
فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهل زوجته وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل نائم .. دخل المطبخ وأخذ السكين ثم مضى إلى غرفة زوجته ودخلها بهدوء وإذا بالفتاة نائمة في أمان الله , فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلاً وذبح حتى قطع أوداجها , انتفضت قليلاً ثم ماتت , مسح السكين بثيابها وبعد ذلك سلّم نفسه للشرطة , وحُكِم عليه بالقصاص .
قلت : انظر كيف عاثت الألسنة فحشاً في البيوت , حوّلت هذين الزوجين السعيدين إلى زوج قاتل .. وزوجة مغدورة .. إنه أصغر سجين ماذا فعل بهذا البيت , أرأيتم مع صغر حجم هذا العضو إلا إنه ماذا يفعل من جرائم , فهل سنضع هذا المجرم ( أصغر سجين ) في زنزانة الفكين