السلام عليكم ورحمة الله
هذا مقال للاستاذ نادر البيضاني نشر في جريدة الجزيرة بتاريخ: 2 صفر 1430هـ:
الشعر ينتصر للشعر!
ارتبط الشعر بالعرب ارتباطاً وثيقاً وكان ولا يزال هو ديوان العرب، حيث تتناقل الأخبار عن طريقه والواقع وتوثّق ويكون هو الشاهد والحافظ لها من الضياع رغم مرور قرون طويلة عليها. والكثير من الأحداث التاريخية كان يرجع ويستشهد بما نظم فيها من شعر. لذلك ومن الطبيعي جداً أن يأخذ كل هذا الاهتمام في وقتنا الحاضر وتُفرد له الصفحات في الصحف والمواقع الإلكترونية والمنتديات وتخصص له قنوات فضائية.
ولكن رغم كل هذا الاهتمام ما هو الحاصل في (ميدان الشعر)؟ أطلقت عليه هذا الاسم لأن الملاحظ في ساحتنا الشعبية أنها ساحة سباق للشعراء وليس للشعر ولا للإبداع، بل للبحث عن الشهرة بأقصر الطرق الموصلة لها.
ورغم هذا التزاحم الكبير بين الشعراء الحاصل في منتديات الشعر الشعبي وما يتم تسجيله ونشره عن طريق تقنية (البلوتوث) مروراً بالصحف والمجلات المتخصصة ونهاية عند القنوات الفضائية (الشعبية) نجد أن الإبداع محدود لفئة معينة من الشعراء وهذا هو الانتصار الحقيقي للشعر. بحرف صادق وكلمة معبرة. والشعر غني عن أن ينتصر له أحد أو يكون له فضل عليه فقط الإبداع فيه هو من ينتصر له.
هذه هو رأيي في من يقول إن هناك شخصاً انتصر للشعر.. القصائد والأبيات من العصر الجاهلي القوي والجيد منها نقل لنا وحفظ وتداول بين الناس..!!
ما هو السبب في ذلك؟
لأنه إبداع وتميز.. وفي هذا الزمن من السهل جداً أن ينتشر إبداع الشاعر بوجود هذه الوسائل المتعددة.. ونأمل من القائمين عليها الحرص على انتقاء ما هو جيد من قصائد الشعراء وإيصالها..
رابط المقال:
http://search.suhuf.net.sa/2009jaz/jan/28/tr6.htm